الذكاء الاصطناعي (AI) يُحدث ثورة في صناعة النقل، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في مجالات تتراوح من القيادة الذاتية إلى إدارة المرور. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في المركبات، نفتح آفاقًا جديدة للابتكار، السلامة، الكفاءة، وتجربة المستخدم. في هذا المقال الشامل، سنستكشف كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل النقل والقيادة، من خلال تناول تكنولوجيا القيادة الذاتية، ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين سلامة الطرق، كفاءة الوقود، وتجربة الركاب. بالإضافة إلى ذلك، سنناقش كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الاتصال بين المركبات، تكامل البيانات، والآثار الاجتماعية والاقتصادية الأوسع لهذه التقنيات. هذا التحليل الشامل سيقدم رؤى حول مستقبل النقل وكيف يدفع الذكاء الاصطناعي هذه التغييرات.
1. تكنولوجيا القيادة الذاتية
لقد حظيت تكنولوجيا القيادة الذاتية باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، مع إمكانات تغيير جذري في كيفية التنقل والسفر. يُعد دمج الذكاء الاصطناعي في المركبات الذاتية القيادة القوة الدافعة الرئيسية لهذا التحول، مما يتيح للمركبات العمل بشكل مستقل واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي دون تدخل مباشر من الإنسان.
1.1 تطور القيادة الذاتية
تطورت فكرة القيادة الذاتية من أنظمة التحكم في السرعة الأساسية إلى أنظمة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على التنقل في بيئات معقدة. كانت الأنظمة المبكرة محدودة في مساعدة السائق، مثل الكبح التلقائي أو مساعد الحفاظ على المسار. ومع ذلك، مع التقدم في الذكاء الاصطناعي، يمكن الآن للمركبات الذاتية التعامل مع مهام أكثر تعقيدًا، مثل التنقل في الشوارع الحضرية والطرق السريعة وحتى الاستجابة للأحداث غير المتوقعة.
1.2 كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تشغيل المركبات الذاتية
تعتمد المركبات الذاتية على مزيج من أجهزة الاستشعار والكاميرات والرادار وأنظمة الليدار لإدراك البيئة المحيطة. تحلل خوارزميات الذكاء الاصطناعي هذه البيانات في الوقت الفعلي، لتحديد الأشياء، المركبات الأخرى، المشاة، وحالة الطرق. تتيح نماذج التعلم الآلي للمركبة "التعلم" من تجاربها، مما يعزز قدرتها على اتخاذ قرارات أفضل بمرور الوقت. كلما زادت كمية البيانات التي يعالجها النظام الذكي، زادت قدرته على التعرف على الأنماط والاستجابة للمواقف غير العادية.
1.3 مستويات القيادة الذاتية
تصنف القيادة الذاتية إلى ستة مستويات، بدءًا من المستوى 0 (بدون أتمتة) وصولاً إلى المستوى 5 (أتمتة كاملة). يمثل كل مستوى درجة مختلفة من الأتمتة، مع إمكانية أن تكون المركبات في المستوى 5 ذاتية القيادة تمامًا، قادرة على العمل بدون تدخل بشري في جميع الظروف. تعمل معظم المركبات الذاتية الحالية على الطريق في المستوى 2 أو 3، حيث تحتاج إلى بعض التدخل البشري ولكن يمكنها التعامل مع معظم مهام القيادة بشكل مستقل.
1.4 التطورات الحالية والتحديات
بالرغم من التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا القيادة الذاتية، لا تزال هناك تحديات كبيرة. تشمل هذه التحديات القضايا التقنية، مثل تحسين دقة نماذج الذكاء الاصطناعي في البيئات الحضرية المعقدة، بالإضافة إلى المخاوف القانونية والأخلاقية المتعلقة بالسلامة. تتعامل الحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم مع كيفية تنظيم المركبات الذاتية، خصوصًا فيما يتعلق بالمسؤولية في حالة وقوع حادث.
2. تحسين سلامة الطرق باستخدام الذكاء الاصطناعي
يُعتبر تحسين سلامة الطرق أحد أهم الفوائد المحتملة لدمج الذكاء الاصطناعي في النقل. تُعد حوادث الطرق سببًا رئيسيًا للإصابات والوفيات في جميع أنحاء العالم، ولدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تقليل هذه الحوادث بشكل كبير من خلال الكشف المبكر عن المخاطر، اتخاذ القرارات بشكل أفضل، وأنظمة مساعدة السائق المحسنة.
2.1 أنظمة التحذير المبكر المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، مما يسمح له بالتعرف على المخاطر المحتملة على الطريق. يتضمن ذلك التعرف على سلوك القيادة غير المنتظم، اكتشاف العقبات، والتنبؤ بالمواقف الخطرة. يمكن لأنظمة التحذير المبكر المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تنبيه السائقين إلى المخاطر المحتملة، مما يمنحهم مزيدًا من الوقت للتفاعل وتجنب الحوادث. على سبيل المثال، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي مراقبة سرعة وأنماط حركة المركبات المحيطة، وتحذير السائق من احتمالية وقوع تصادم قبل حدوثه.
2.2 مراقبة السائق والمساعدة
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين سلامة السائق من خلال مراقبة سلوكه. يمكن للأنظمة التي تكتشف التعب أو التشتت أو الضعف أن تنبه السائق أو حتى تتولى التحكم في المركبة لمنع الحوادث. على سبيل المثال، يمكن لبعض الأنظمة المتقدمة تتبع حركات عين السائق لتحديد ما إذا كان يفقد التركيز، وإصدار تحذير إذا لزم الأمر.
2.3 تقليل الأخطاء البشرية
تحدث غالبية حوادث الطرق بسبب الأخطاء البشرية، سواء كان ذلك بسبب التشتت أثناء القيادة أو السرعة الزائدة أو اتخاذ قرارات سيئة. يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل احتمالية هذه الأخطاء بشكل كبير من خلال مساعدة السائقين في الوقت الفعلي، وتوفير التنبيهات، وحتى تولي المهام الحيوية عند الضرورة. على سبيل المثال، يمكن لأنظمة القيادة الذاتية الحفاظ على مسافات آمنة بين المركبات، البقاء ضمن الحارات، وتجنب التصادمات، وكل ذلك دون الاعتماد على الحكم البشري.
2.4 دراسات حالة: الذكاء الاصطناعي في سلامة الطرق
لقد قامت العديد من الشركات والمنظمات بتنفيذ أنظمة أمان تعتمد على الذكاء الاصطناعي بنجاح كبير. على سبيل المثال، يستخدم نظام Autopilot من Tesla الذكاء الاصطناعي لتحسين سلامة الطرق من خلال تمكين ميزات مثل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ، التحذيرات من التصادم، ومساعدة الحفاظ على المسار. وبالمثل، يستخدم نظام City Safety من Volvo الذكاء الاصطناعي لاكتشاف وتخفيف الحوادث المحتملة في البيئات الحضرية، مما يقلل بشكل كبير من مخاطر التصادم مع المشاة وراكبي الدراجات.
3. تحسين تجربة الركاب
لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تحسين وظائف المركبات فقط، بل يُعزز أيضًا تجربة الركاب بطرق لم تكن ممكنة من قبل. من أنظمة الترفيه الشخصية إلى الراحة المحسنة، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل طريقة تفاعل الركاب مع المركبات.
3.1 الإعدادات الشخصية والراحة
يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُمكّن المركبات من تخصيص تجربة الركاب داخل السيارة بناءً على تفضيلاتهم. من خلال تعلم تفضيلات الركاب، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي ضبط وضعية المقاعد، التحكم في المناخ، والإضاءة تلقائيًا لخلق بيئة أكثر راحة. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التاريخية حول تفضيلات الركاب وضبط درجة الحرارة أو إعدادات المقاعد بمجرد دخولهم المركبة.
3.2 مساعدون صوتيون
تتيح أنظمة الذكاء الاصطناعي المعتمدة على الصوت للركاب التحكم في وظائف مختلفة في السيارة دون الحاجة إلى الضغط على الأزرار أو التنقل عبر القوائم. بدءًا من تشغيل الموسيقى إلى تعديل مسارات التنقل، يُصبح مساعدو الذكاء الاصطناعي الصوتيون، مثل Amazon Alexa أو Google Assistant، جزءًا لا يتجزأ من المركبات الحديثة.
3.3 أنظمة الترفيه المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في أنظمة الترفيه داخل السيارة من خلال توفير توصيات محتوى مخصصة بناءً على تفضيلات الركاب. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي اقتراح قوائم تشغيل أو أفلام أو برامج صوتية تتناسب مع الأذواق الفردية، مما يجعل الرحلات الطويلة أكثر متعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تعديل أنظمة الترفيه لتتناسب مع عدد الركاب، مما يتيح محتوى مختلفًا لكل مقعد.
3.4 الذكاء الاصطناعي وسهولة الوصول
يلعب الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا حيويًا في جعل المركبات أكثر سهولة للأفراد ذوي الإعاقة. على سبيل المثال، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي مساعدة الركاب المكفوفين في التنقل عبر واجهات المركبة باستخدام الأوامر الصوتية، في حين توفر المركبات الذاتية القيادة استقلالية أكبر لأولئك غير القادرين على القيادة بسبب قيود جسدية.
4. تكامل البيانات وتقنيات الاستشعار
قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة وتحليل البيانات هي عامل رئيسي في نجاحه في النقل. يسمح تكامل البيانات من مصادر متعددة، مثل أجهزة الاستشعار والكاميرات وقواعد البيانات الخارجية، لأنظمة الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات مستنيرة في الوقت الفعلي، مما يُحسن بشكل كبير من أمان وكفاءة المركبات.
4.1 دور أجهزة الاستشعار في المركبات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
تعتمد المركبات الذاتية بشكل كبير على أجهزة الاستشعار لجمع المعلومات عن البيئة المحيطة بها. تشمل هذه الأجهزة الكاميرات والرادار والليدار وأجهزة الاستشعار فوق الصوتية. لكل نوع من أجهزة الاستشعار مزاياه، حيث توفر الكاميرات معلومات بصرية مفصلة، بينما ينشئ الليدار خرائط ثلاثية الأبعاد للبيئة، ويقيس الرادار سرعة ومسافة الأجسام. تعالج أنظمة الذكاء الاصطناعي البيانات التي تجمعها هذه المستشعرات لفهم بيئة المركبة واتخاذ قرارات القيادة في الوقت الفعلي.
4.2 البيانات الضخمة والتحليلات التنبؤية
قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات هي ما يجعله قويًا في سياق القيادة الذاتية والنقل. تلعب البيانات الضخمة دورًا حاسمًا في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لها بالتعرف على الأنماط والتنبؤ بالنتائج واتخاذ قرارات أفضل. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المرور للتنبؤ بالازدحام، مما يسمح للمركبات باختيار طرق أكثر كفاءة.
4.3 التعلم الآلي في تحليل البيانات
تُستخدم نماذج التعلم الآلي لتحليل البيانات التي يتم جمعها بواسطة أجهزة الاستشعار والمصادر الأخرى. يمكن لهذه النماذج التعلم من التجارب السابقة، مما يحسن دقتها واتخاذ القرارات بمرور الوقت. على سبيل المثال، يمكن لنموذج التعلم الآلي تحليل البيانات التاريخية حول أنماط المرور للتنبؤ بالازدحام المستقبلي واقتراح طرق بديلة. كلما زادت كمية البيانات التي يعالجها النظام، زادت دقته في التنبؤات.
5. الاتصال بين المركبات (V2V) والمركبات والبنية التحتية (V2I)
يقف الذكاء الاصطناعي في طليعة تمكين الاتصال بين المركبات (V2V) وبين المركبات والبنية التحتية (V2I). يُعد هذا الاتصال ضروريًا لمستقبل المدن الذكية وأنظمة النقل، حيث يسمح للمركبات بمشاركة المعلومات حول حالة الطرق وحركة المرور ومخاطر السلامة في الوقت الفعلي.
5.1 كيفية عمل الاتصال بين المركبات (V2V)
يُمكن الاتصال بين المركبات (V2V) للمركبات من مشاركة البيانات مع بعضها البعض، مثل السرعة والموقع وحالة الطرق. يعالج الذكاء الاصطناعي هذه البيانات لاتخاذ قرارات تحسن من سلامة الطرق وتدفق حركة المرور. على سبيل المثال، إذا اكتشفت مركبة أمامية عائقًا، يمكنها مشاركة هذه المعلومات مع المركبات القريبة، مما يسمح لها بتعديل سرعتها أو تغيير المسار لتجنب الخطر.
5.2 الاتصال بين المركبات والبنية التحتية (V2I) والبنية التحتية الذكية
يُمكن الاتصال بين المركبات والبنية التحتية (V2I) للمركبات من التفاعل مع البنية التحتية للطرق، مثل إشارات المرور، لافتات الطرق، وأنظمة الركن الذكية. يعالج الذكاء الاصطناعي هذه البيانات لتحسين تدفق حركة المرور وتقليل الازدحام. على سبيل المثال، يمكن للمركبة التي تقترب من إشارة مرور أن تتواصل مع الإشارة لتحديد السرعة المثلى للمرور عبر التقاطع دون التوقف.
5.3 دور الذكاء الاصطناعي في إدارة حركة المرور
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في إدارة حركة المرور من خلال تحليل البيانات من أنظمة الاتصال بين المركبات (V2V) والمركبات والبنية التحتية (V2I). من خلال معالجة بيانات المرور في الوقت الفعلي، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالازدحام، واقتراح طرق بديلة، وتحسين توقيت إشارات المرور. يؤدي ذلك إلى أنظمة نقل أكثر كفاءة، وتقليل أوقات السفر، وخفض الانبعاثات.
6. كفاءة الوقود والأثر البيئي
بالإضافة إلى تحسين السلامة والراحة، يُساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في جعل النقل أكثر صداقة للبيئة من خلال تحسين كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل أنماط القيادة وتقديم توصيات تقلل من استهلاك الوقود، مما يؤدي إلى فوائد بيئية كبيرة.
6.1 تحسين استهلاك الوقود باستخدام الذكاء الاصطناعي
تراقب أنظمة الذكاء الاصطناعي أداء المركبة في الوقت الفعلي، من خلال تحليل عوامل مثل السرعة والتسارع والكبح لتحديد فرص تحسين كفاءة الوقود. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح أنماط تسارع أو كبح أكثر سلاسة، مما يقلل من استهلاك الوقود ويزيد من مدى المركبة. يُعد هذا مهمًا بشكل خاص للمركبات الكهربائية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين استخدام الطاقة لتمديد عمر البطارية.
6.2 تقليل الانبعاثات باستخدام الذكاء الاصطناعي
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أيضًا تقليل انبعاثات المركبات من خلال تحسين أداء المحرك وإعدادات ناقل الحركة. من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي، يمكن للذكاء الاصطناعي ضبط تشغيل المركبة لتقليل الانبعاثات، خاصة في حركة المرور المتقطعة. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الوقت الذي يجب أن يتوقف فيه محرك المركبة أثناء التوقف لتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات غير الضرورية.
6.3 المركبات الكهربائية والذكاء الاصطناعي
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في تطوير المركبات الكهربائية (EVs)، من خلال تحسين أداء البطارية وإدارة الطاقة والشحن. يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بموعد حاجة المركبة الكهربائية إلى الشحن بناءً على أنماط القيادة والظروف البيئية، مما يسمح للسائقين بالتخطيط لرحلاتهم بشكل أكثر كفاءة. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي تمكين بنية تحتية ذكية للشحن، مما يقلل من الضغط على شبكة الكهرباء من خلال تحسين أوقات الشحن والمواقع.
7. الآثار الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي في النقل
مع استمرار الذكاء الاصطناعي في تغيير صناعة النقل، من المهم النظر في الآثار الاجتماعية والاقتصادية الأوسع لهذه التطورات. بينما لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين السلامة والكفاءة والاستدامة، فإنه يُثير أيضًا أسئلة مهمة حول التوظيف والمساواة ومستقبل التنقل.
7.1 التوظيف والأتمتة
يُعد احتمال فقدان الوظائف أحد أكبر الآثار الاجتماعية للذكاء الاصطناعي في النقل. مع انتشار المركبات الذاتية، هناك خطر فقدان الوظائف في قطاع النقل، خاصة للسائقين. ومع ذلك، يقدم الذكاء الاصطناعي أيضًا فرصًا جديدة لخلق وظائف في مجالات مثل تطوير الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، وصيانة المركبات. سيكون التحدي هو ضمان حصول العمال على التدريب والتعليم اللازمين للانتقال إلى هذه الأدوار الجديدة.
7.2 الوصول والتنقل
لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين الوصول للأفراد ذوي الإعاقة وكبار السن والأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات المحرومة. يمكن أن توفر المركبات الذاتية قيادة استقلالية أكبر للأفراد الذين لا يستطيعون القيادة، بينما يمكن لأنظمة النقل المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تقدم خيارات تنقل أكثر كفاءة واقتصادية للجميع. ومع ذلك، من الضروري ضمان أن تكون هذه التقنيات ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع، لتجنب توسيع الفجوة الرقمية.
7.3 الاعتبارات التنظيمية والأخلاقية
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي في صناعة النقل، يجب على الحكومات والهيئات التنظيمية معالجة قضايا قانونية وأخلاقية مهمة. يتضمن ذلك أسئلة حول المسؤولية في حالة وقوع حادث يتضمن مركبة ذاتية القيادة، بالإضافة إلى مخاوف بشأن خصوصية البيانات والأمان. سيكون من الضروري ضمان أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي شفافة وعادلة وقابلة للمساءلة لكسب ثقة الجمهور وضمان التكامل الناجح للذكاء الاصطناعي في أنظمة النقل.
8. الفرص والتحديات المستقبلية
يُقدم مستقبل الذكاء الاصطناعي في النقل إمكانات هائلة، ولكن هناك أيضًا تحديات كبيرة يجب معالجتها لتحقيق هذه الإمكانات بشكل كامل. في هذا القسم، سنستعرض بعض الفرص والتحديات الرئيسية التي تواجه صناعة النقل مع استمرارها في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
8.1 صعود المدن الذكية
إحدى أكثر الفرص إثارة للذكاء الاصطناعي في النقل هي دوره في تطوير المدن الذكية. من خلال دمج أنظمة النقل المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع البنية التحتية الذكية، يمكن للمدن تحسين إدارة حركة المرور، تقليل الازدحام، وتعزيز جودة الحياة بشكل عام لسكانها. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا دعم تطوير حلول التنقل الحضري المستدامة، مثل الحافلات الكهربائية وخدمات النقل المشتركة الذاتية القيادة، مما يقلل من الأثر البيئي للنقل في المدن.
8.2 التغلب على الحواجز التقنية
بالرغم من التقدم السريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لا تزال هناك حواجز تقنية كبيرة تحتاج إلى تجاوزها. وتشمل هذه التحديات تحسين دقة الأنظمة الذكية في البيئات المعقدة، مثل المناطق الحضرية ذات الحركة المرورية الكثيفة والنشاط المشاة، وضمان أن تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي بأمان في جميع الظروف الجوية. يعمل الباحثون والمهندسون باستمرار على معالجة هذه التحديات، لكن سيستغرق الأمر وقتًا لتحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي في النقل.
8.3 ضمان الثقة العامة والتبني
تحدٍ كبير آخر يتمثل في ضمان أن يثق الجمهور في أنظمة النقل المدعومة بالذكاء الاصطناعي ويتبناها. على وجه الخصوص، واجهت المركبات الذاتية القيادة شكوكًا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والموثوقية. بناء الثقة العامة سيتطلب استمرار التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توضيح الفوائد والمخاطر المتعلقة بهذه الأنظمة. كما سيكون من المهم معالجة المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات والأمان، وضمان أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي شفافة وخاضعة للمساءلة.
الخاتمة
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً في صناعة النقل بطرق لم تكن ممكنة من قبل. من القيادة الذاتية إلى كفاءة الوقود وتحسين السلامة، يُعد الذكاء الاصطناعي القوة الدافعة للابتكار ويخلق فرصًا جديدة لأنظمة نقل أكثر أمانًا وكفاءة واستدامة. ومع ذلك، يتطلب تحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي في النقل معالجة تحديات تقنية واجتماعية وتنظيمية كبيرة. بينما نتطلع إلى المستقبل، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في لعب دور مركزي في تشكيل مستقبل النقل، مما يقربنا من عالم يكون فيه النقل أكثر أمانًا وكفاءة وملاءمة للجميع.
المراجع
- ScienceDirect: الذكاء الاصطناعي في القيادة الذاتية
- Nature: الذكاء الاصطناعي في المركبات الذاتية: التحديات والفرص
- McKinsey: مستقبل القيادة الذاتية
- Forbes: كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في النقل
- IEEE: دراسة حول الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية
- Wired: الذكاء الاصطناعي والسيارات الذاتية القيادة: شرح
- Deloitte: الذكاء الاصطناعي في النقل - تشكيل مستقبل التنقل
- Taylor & Francis: دور الذكاء الاصطناعي في أنظمة النقل الذاتية
- Arxiv: الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية: دراسة
- IBM Watson: الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية